|

وائل قنديل .. أعفوا عن مبارك وكرموا شفيق واحتفلوا بالدولة العميقة



هل ودعت مصر العقل والمنطق والعدل وعادت وطنا للعبث والسيريالية مرة أخرى؟

ما معنى أن تتوسع وسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية فى نشر معلومات موثقة من جهاز المخابرات العامة عن تهريب حسنى مبارك وعصابته عشرات المليارات من الدولارات بعد اندلاع ثورة ٢٥ يناير لبنوك أوروبية.. وفى الوقت ذاته تتوسع فى نشر أخبار عن قرب صدور قرار بالعفو عن الرئيس المسجون وأركان نظامه؟

التقارير الخاصة بتهريب مليارات العائلة المباركية نشرتها صحيفة الأخبار ــ الرسمية ــ نقلا عن تحريات هيئة الأمن القومى (المخابرات) كما نشرت فى موقع «الدستور الأصلى» ونقلتها قناة العربية الإخبارية (القريبة من السعودية) وفيها ما يلى «وذكرت المخابرات العامة بأنها قامت بفحص البلاغات التى قدمت إليها والبالغ عددها نحو 19 بلاغا فى القضية رقم 1 لسنة 2011 والذى يباشر التحقيق فيها المستشاران عاشور فرج وأحمد حسن المحاميان العامان بالمكتب الفنى للنائب العام حيث تواصل النيابة العامة تحقيقاتها فى وقائع الفساد المثيرة للرئيس السابق وعائلته.

ورصدت التحقيقات من خلال تلك البلاغات مجموعة من التهم فى حق الرئيس السابق محمد حسنى مبارك تتمثل فى بلوغ ثروة مبارك 70 مليار دولار بالبنوك السويسرية والبريطانية والأمريكية وأنه قام بتهريب معظم أمواله عن طريق مجموعة ايكوتريد المصرفية بسويسرا.

وبتاريخ 25 يناير 2011 حول مبلغ مالى يقدر بحوالى 50 مليار جنيه مصرى بأسماء مستعارة بخلاف امتلاكه ثروة عقارية بمصر تقدر بمبلغ 35 مليار جنيه تم جمعها نظير استغلال نفوذه وهو أسرته».

والتفاصيل الواردة فى هذه التقارير كثيرة حد الدهشة، وصادمة حد الإحساس بأنك تعيش فى وطن فقد عقله، خصوصا عندما تتجاور هذه الأنباء والأرقام مع أخبار عن قرب العفو عن مبارك والشريف وسرور، وكذلك ما نشر عن تصالح جمال مبارك مع النيابة العامة فى قضايا فساد مالى.

وللتذكرة فقط فإن الحديث عن تهريب أموال العائلة المباركية وأتباعها تصاعد وزكمت رائحته الأنوف فى الفترة التى أعقبت إقالة أحمد نظيف وتعيين أحمد شفيق رئيسا للحكومة، وفى ذلك الوقت كان ميدان التحرير يمتلئ بهتافات ولافتات تقول «يا مبارك يا طيار جبت سبعين مليار» وقيل وقتها إن هذه مجرد شائعات وأقوال مرسلة واتهامات باطلة، وهاهى تحريات المخابرات العامة تؤكدها بتحريات وتقارير.

ولا معنى لاقتران هذه التقارير بتسريبات عن العفو عن مبارك سوى أننا نعيش وصلة تهريج مفتوحة، تهدر كل معانى العدل، وتعتبر وقائع وأحداث الثورة المصرية والجرائم المروعة التى ارتكبها مبارك ونظامه فى حق الثوار وحق مصر مجرد خلاف بسيط أو سوء تفاهم، يمكن الصفح عنه لاعتبارات السن، أو ببركة أيام رمضان المفترجة.. أو أن هناك من يريد إعادة شحن الجماهير بالغضب واستفزازها لكى تنفجر وتشتعل مرة أخرى، فتلتهم مكونات المشهد الراهن كله.

إنك لو قارنت بين هذا السخاء مع مبارك ورجاله، وهذا الاشمئناط من فكرة الإفراج عن معتقلى الثورة، وعودة أنباء ملاحقة نشطاء الثورة واختطافهم وتعذيبهم، ستحتاج إلى الكثير جدا من الجهد كى لا ينفجر مخك.

ومادام ذلك كذلك فإن الجنرال المسافر ليس فى حاجة للبقاء أكثر من ذلك فى عمرة أبوظبى.. ارجع يا رجل!


كتب Unknown فى 7:36 م. تحت تصنيف , . تستطيع متابعة المواضيع المشابهة عبر هذا الرابط RSS 2.0. ييسعدنا أن تشاركنا برأيك و تترك تعليقك على الخبر

Blog Archive

Labels

Recently Commented

Recently Added